عن النجاح الذي لا يحتاج أن نكون وحدنا في الأعلى
النجاح الذي يحتمل أكثر من شخص، ليس ضعفًا.
هو فقط لم يُبْنَ على الخوف.
النجاح كما يُراد لنا أن نراه
نُعلَّم – بطريقة أو بأخرى – أن النجاح يعني أن تتفوق.
أن تكون الأول، الأفضل، الأسبق.
أن تصل إلى الأعلى، ولو كنت وحدك.
أن تكون الأفضل في القاعة، حتى لو أغلقت الباب خلفك.
لكن، ما قيمة النجاح إذا جعلك تنظر حولك… ولا تجد أحدًا؟
ما جدوى القمة إذا كان الطريق إليها قائمًا على الإقصاء لا الإلهام؟
النجاح الذي لا يُهدّد أحدًا..
هناك شكل آخر من النجاح.
نجاح لا يستدعي مقارنة، ولا يزاحم.
نجاح يسمح بالوجود المشترك، ويزدهر به.
نجاح تُضيء فيه دون أن تطفئ غيرك.
نجاح يُفرَح به، ويُشارَك.
لا يضيق حين ينجح غيرك، بل يتسع.
لا يحوّلك إلى منافس، بل إلى شريك في بناء شيء أطول عمرًا من الترتيب أو اللقب.
النجاح حين يكون مساحة..
ليست الفكرة في أن “تتقدّم”،
بل في أن يمتدّ التقدّم من حولك.
نجاحك الحقيقي لا يظهر حين تصل وحدك،
بل حين يُثمر وجودك بوجود غيرك.
حين تعرف أن قوتك لا تنقص حين تُشارك، ولا يخفت حضورك حين تُنصت، ولا يتراجع أثرك حين تدلّ على الطريق.
اخيرا..
النجاح الذي نحتاجه اليوم ليس فرديًا، ولا انتزاعيًا، ولا مبنيًا على خشية الخسارة.
بل نجاح يسمح للناس أن ينموا وهم مطمئنون، لا متوترون.
نجاح لا يجعل الوصول مهددًا، بل ممكنًا.
نجاح لا يتطلب أن تكون وحدك في الأعلى… بل أن تتسع المساحة لأكثر من شخص، وأكثر من حلم.