حين تتقاطع الطرق، ويترك البعض أثرًا ممتدًّا لا يُنسى
ليست كل العلاقات تُبنى لتبقى، وليست كل الطرق التي تتقاطع معنا تستمر إلى وجهة واحدة.
أحيانًا، يرسل الله أشخاصًا إلى طريقك في لحظة ضياع، أو فتور، أو تعب خفي لا يعلمه أحد، فيمدّون لك يدًا، أو يقولون كلمة، أو يفتحون لك بابًا ما كنتَ تتوقعه.
هدايا الله
ولأن الفضل أولًا وأخيرًا لله، فإن أعظم ما يمكن أن نقوله عن هؤلاء، أنهم لم يأتوا من تلقاء أنفسهم، بل جاءوا بهيئة هدايا لطيفة من ربّ العالمين، اختارهم هو، ووجّههم نحونا بلطف بالغ، وكأنّه يقول لنا: "لستَ وحدك."
ما الذي يدفع البعض للعطاء؟
هل ربما كان دافعهم مصلحة؟
أو ربما كانوا ينتظرون تقديرًا أو امتنانًا؟
ربما يعطون لأنهم مرّوا بشيء مشابه،
أو لأنهم رأوا فينا شيئًا لم نره بعد…
أم لأنهم لا يريدون شيئًا، ولا ينتظرون مقابلًا؟
ربما مزيج من هذا وذاك.
لكن الأكيد، والثابت، وببساطة: لأنهم رائعون كما هم،
يعطون لأن العطاء جزءٌ من طبيعتهم.
لمن مرّوا مرور الكرام…
وتركوا الكرم في مرورهم
ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
شكرًا لكل من تقاطعت طرقه معنا، وبقي، أو مرّ.
شكرًا لمن أضاف أثرًا طيبًا دون أن يدرك.
شكرًا لمن دلّ، أو نصح، أو واسى،
أو حتى سمع، وفهم، وتفهّم.
قد لا نلتقي بهم مجددًا، بنُسخنا التي لامسها أثرهم،
ولا تتاح لنا دائمًا فرصة الشكر كما كنا نود،
لكن الأثر باقٍ، وممتد.